تبدأ الحكاية عند كل لحظة يعزف فيها المطر أغنية الخزامى، لتكتسي الوديان بأغنيته البنفسجية التي تنعش الأرض، وتنعش على وجه الخصوص أحلام تلك الفتاة، تلك التي اختارت ألا ترسم على الورق، بل احترفت رسم عطر مميز بألوان من الخزامى، ذلك الذي تعلمته من والدتها، وكان سر العائلة المتوارث.كررت تلك الفتاة لوحة هذا العطر، وكل مرة كانت ترسم رائحته بشكل أكثر إبداعية، إلى أن صارت تلك الفتاة جدّةً، تغرس تبجيل العبير العطري في المنزل كله! كل فرد من العائلة يعرف أن العطر ليس مجرد زجاجة، بل شيء أعمق من ذلك بكثير.

كي تعرف أسرار العطور، لابد أن تذهب لموطنها الذي ازدهرت فيه، باريس!عندما صار الطفل شابًا فتيّا، قفز قفزة كبيرة، حيث صوّب نحو القمر مباشرة، ولم يكتفِ بالنظر إليههناك في باريس امتزج شغف الشاب الحائلي، بشغف مصممي العطور الفرنسيين، كان يزرع استفهاماته في رؤوسهم، قبل أن يقطف الإجابات من ألسنتهم، تلك لم تكن مجرد رحلة، بل انعطافة قوية في أفكاره، وشعلة جديدة في روحه، فقد اكتشف كيف ينشأ العطر، بشعور أول إنسان يكتشف كيف تشتعل النار!

هنا تحول الأمر من مجرد دهشة طفولية تجاه العطور، إلى محاولة جادة لصناعتها، قال الإخوة الخمسة "لن ننظر إلى القمر فقط، بل سنصطاده"هنا تكونت أول بذرة حقيقة لدار عطور سعودية، دار لن تكون عادية أبدًا، فقصتها لم تكن عادية، وأحداثها لن تكون عادية أيضًا لافيرن، تلك الشجرة التي غُرست بذرتها في عقل الفتاة التي كتبت قصيدة الخزامى في عام 1927 لتتفرع إلى خمسة أغصان تُزهر شغفًا لا ينضب لتغيير عالم العطور.

جاء إلى العالم عطر كاريز ماتيكي، بزجاجة سوداء وكأنه يرتدي ربطة عنق كأحد النبلاء متباهيًا بحضوره الطاغي بين بقية العطور، كان توباكو هو الطرقة المثالية على باب الأناقة العطرية ليفتح كل أسراره، هذا العطر كان خير سفير نصبته لافيرن لها، ليخبر العالم بوجهة نظرها العطرية، فلسفتها، وقيمها التي ستحرك المياه الراكدة في عالم دور العطور هنا في الشرق الأوسط توباكو! عطر صنع بروح موسيقار، ليحجز مكانه في ذاكرة الجميع، ويصطاد انتباههم، فقد عزفت مكوناته على مقامات موسيقية نادرة.

عودة النمر العربي بشكل أكثر أناقة، وبحضور أشرس.. بعدما كاد يُنسى في القصص ويخرج عبر بوابة الانقراض، لافيرن تطلق هويتها الجديدة، تخليدًا للنمر العربي، واستلهامًا لصفاته النادرة، عباءته المرقطة المبهرة، جرأته على استكشاف المناطق الجديدة، ومرونته في التعامل مع العقبات، وهويته العربية الأصيلة، إذ كان النمر العربي يعرف الكثير عن جزيرة العرب، يعرف أسرار العلا، ويجيد شجاعة نجد، ويؤمن بحكمة الحجاز، ويفهم قوة جبال السراة، ويستلهم دائمًا من عطاء النخيل في الأحساء بدأ هذا العام بهجوم كاسح من نمر عربي مدجج بعطور ساحرة، كل منها يحمل شخصية خاصة ومتفردة، ليكون هذا العام هو مرحلة التوهج المطلق للشمس التي تخيلها الإخوة الخمسة، مرحلة تتفرع فيها الشجرة التي استظل تحتها الأطفال الذين وُلدوا ربيعًا.لتكون "لافيرن" من وحي الطبيعة.